الرئيسية
المنشورات
أحدث الصور
التسجيل
دخول
سالم1966عضو جديد
عدد المساهمات : 30
العمر : 46
النقاط : 5719
تاريخ التسجيل : 29/12/2008
السٌّمعَة : 1
الإخلاص في العبادة1
الأحد مارس 22, 2009 4:28 pm
الإخلاص في العبادة
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}، فاطر: 10، الكلم الطيب: أي الخالص، فقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام في جوابه لابن الكواء في مسائل عدة: ((...قال: يا أمير المؤمنين فما ثواب من قال: لا إله إلا الله؟ قال عليه السلام: من قال مخلصا: لاإله إلا الله طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الاسود من الرق الابيض، فإذا قال ثانية: لا إله إلا الله مخلصا خرقت أبواب السماوات وصفوف الملائكة حتى يقول الملائكة بعضها لبعض: اخشعوا لعظمة الله، فإذا قال ثالثة: لا إله إلا الله مخلصا لم تنهنه دون العرش، فيقول الجليل: اسكني فوعزتي وجلالي لاغفرن لقائلك بما كان فيه، ثم تلا هذه الآية: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}، يعني إذا كان عمله خالصا ارتفع قوله وكلامه...الخ)). الإحتجاج: 384 – 388، وعنه بحار الأنوار 10: 121 – 123، حديث: 2.
وقوله عزّ من قائل: {قُلْ إِنِّي اُمِرتُ أنْ أعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّن*وَ اُمِرتُ لأِنْ أكُونَ أوَّل المُسْلِمينَ} الزمر: 11 – 112.
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول: طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع اذناه ولم يحزن صدره بما اعطي غيره. الكافي 2: 16، حديث: 3.
أساس العمل وروحه هو الإخلاص، ومَن أخلص لله في قوله وعمله فإنَّه يسعد في حياته وبعد مماته، والمخلص مرتاح قانع بما عنده، غير هلوع ولا طمّاع ولا يحسد غيره، فإنَّ المخلص قلبه مشغول بذكر الله سبحانه وتعالى، فلا يصاب بالحزن الشيطاني، والاتصاف بهذه الصفات القلبية إنما يتيّسر لمن قطع عن نفسه علائق الدنيا، فإنّ في الخبر الشريف إشارة بأنّ الإخلاص في العبادة والدعاء الذي هو مخّ العبادة، وأتمّ مصاديقها، لا يحصل إلا لمن قطع عروق حبّ الدنيا من قلبه ووجوده، فيزهد في دنياه ويرغب في آخرته.
فقد روى الشيخ الصدوق بسنده في حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه واله قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك، قال رسول الله صلى الله عليه واله: قلت: وما هي؟ قال: الصبر وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الرضا وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الزهد وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الاخلاص وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: اليقين وأحسن منه، قلت: وما هو يا جبرئيل؟ قال: إن مدرجة ذلك التوكل على الله عز وجل، فقلت: وما التوكل على الله عزوجل؟ فقال: العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل، قال: قلت: يا جبرئيل فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء، وفي البلاء كما تصبر في العافية، فلا يشكو حاله عن المخلوق (فلا يشكو خالقه عند المخلوق، خ.ل) بما يصيبه من البلاء، قلت: وما تفسير القناعة؟ قال: يقنع بما يصيب من الدنيا، يقنع بالقليل ويشكر اليسير. قلت: فما تفسير الرضا؟ قال: الراضي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا أو لم يصب، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل. (ومن هنا محل الشاهد في كلامنا) قلت: يا جبرئيل فما تفسير الزهد؟ قال: الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج (التحرج: التجنب) من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها فإن حلالها حساب وحرامها عقاب (وحرامها عذاب، خ.ل) ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها، ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن تغشاه، وأن يقصر أمله، وكان بين عينيه أجله، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الاخلاص؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد، وإذا وجد رضي، وإذا بقي عنده شئ أعطاه في الله، فإن من لم يسأل المخلوق فقد أقر لله عز وجل بالعبودية وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض والله تبارك وتعالى عنه راض، وإذا أعطى لله عز وجل فهو على حد الثقة بربه عز وجل، قلت: فما تفسير اليقين؟ قال: الموقن يعمل لله كأنه يراه فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه وأن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وهذا كله أغصان التوكل ومدرجة الزهد. معاني الأخبار: 260 – 261، حديث:1.
ولازم الزهد الخوف والرجاء، فقد روى الشيخ الكليني بسنده عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا إسحاق! خف الله كأنك تراه وإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية، فقد جعلته من أهون الناظرين عليك (إليك، خ.ل). الكافي 2: 68، حديث: 2.
يقال: أن الرؤية تطلق على الرؤية بالبصر وعلى الرؤية القلبية وهى كناية عن غاية الانكشاف والظهور، والمعنى الاول هنا أنسب أي خف الله خوف من يشاهده بعينه وإن كان محالا. ويحتمل الثاني أيضا، فان المخاطب لما لم يكن من أهل الرؤية القلبية ولم يرتق إلى تلك الدرجة العلية - فانها مخصوصة بالانبياء والاوصياء عليهم السلام) - قال: كأنك تراه، وهذه مرتبة عين اليقين وأعلى..يتبع
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ}، فاطر: 10، الكلم الطيب: أي الخالص، فقد ورد في الحديث عن أمير المؤمنين عليه السلام في جوابه لابن الكواء في مسائل عدة: ((...قال: يا أمير المؤمنين فما ثواب من قال: لا إله إلا الله؟ قال عليه السلام: من قال مخلصا: لاإله إلا الله طمست ذنوبه كما يطمس الحرف الاسود من الرق الابيض، فإذا قال ثانية: لا إله إلا الله مخلصا خرقت أبواب السماوات وصفوف الملائكة حتى يقول الملائكة بعضها لبعض: اخشعوا لعظمة الله، فإذا قال ثالثة: لا إله إلا الله مخلصا لم تنهنه دون العرش، فيقول الجليل: اسكني فوعزتي وجلالي لاغفرن لقائلك بما كان فيه، ثم تلا هذه الآية: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}، يعني إذا كان عمله خالصا ارتفع قوله وكلامه...الخ)). الإحتجاج: 384 – 388، وعنه بحار الأنوار 10: 121 – 123، حديث: 2.
وقوله عزّ من قائل: {قُلْ إِنِّي اُمِرتُ أنْ أعْبُدَ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّن*وَ اُمِرتُ لأِنْ أكُونَ أوَّل المُسْلِمينَ} الزمر: 11 – 112.
عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول: طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع اذناه ولم يحزن صدره بما اعطي غيره. الكافي 2: 16، حديث: 3.
أساس العمل وروحه هو الإخلاص، ومَن أخلص لله في قوله وعمله فإنَّه يسعد في حياته وبعد مماته، والمخلص مرتاح قانع بما عنده، غير هلوع ولا طمّاع ولا يحسد غيره، فإنَّ المخلص قلبه مشغول بذكر الله سبحانه وتعالى، فلا يصاب بالحزن الشيطاني، والاتصاف بهذه الصفات القلبية إنما يتيّسر لمن قطع عن نفسه علائق الدنيا، فإنّ في الخبر الشريف إشارة بأنّ الإخلاص في العبادة والدعاء الذي هو مخّ العبادة، وأتمّ مصاديقها، لا يحصل إلا لمن قطع عروق حبّ الدنيا من قلبه ووجوده، فيزهد في دنياه ويرغب في آخرته.
فقد روى الشيخ الصدوق بسنده في حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه واله قال: جاء جبرئيل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه واله فقال: يا رسول الله إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك، قال رسول الله صلى الله عليه واله: قلت: وما هي؟ قال: الصبر وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الرضا وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الزهد وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الاخلاص وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: اليقين وأحسن منه، قلت: وما هو يا جبرئيل؟ قال: إن مدرجة ذلك التوكل على الله عز وجل، فقلت: وما التوكل على الله عزوجل؟ فقال: العلم بأن المخلوق لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع، واستعمال اليأس من الخلق، فإذا كان العبد كذلك لم يعمل لاحد سوى الله ولم يرج ولم يخف سوى الله ولم يطمع في أحد سوى الله فهذا هو التوكل، قال: قلت: يا جبرئيل فما تفسير الصبر؟ قال: تصبر في الضراء كما تصبر في السراء، وفي الفاقة كما تصبر في الغناء، وفي البلاء كما تصبر في العافية، فلا يشكو حاله عن المخلوق (فلا يشكو خالقه عند المخلوق، خ.ل) بما يصيبه من البلاء، قلت: وما تفسير القناعة؟ قال: يقنع بما يصيب من الدنيا، يقنع بالقليل ويشكر اليسير. قلت: فما تفسير الرضا؟ قال: الراضي لا يسخط على سيده أصاب من الدنيا أو لم يصب، ولا يرضى لنفسه باليسير من العمل. (ومن هنا محل الشاهد في كلامنا) قلت: يا جبرئيل فما تفسير الزهد؟ قال: الزاهد يحب من يحب خالقه ويبغض من يبغض خالقه ويتحرج (التحرج: التجنب) من حلال الدنيا ولا يلتفت إلى حرامها فإن حلالها حساب وحرامها عقاب (وحرامها عذاب، خ.ل) ويرحم جميع المسلمين كما يرحم نفسه، ويتحرج من الكلام كما يتحرج من الميتة التي قد اشتد نتنها، ويتحرج عن حطام الدنيا وزينتها كما يتجنب النار أن تغشاه، وأن يقصر أمله، وكان بين عينيه أجله، قلت: يا جبرئيل فما تفسير الاخلاص؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى يجد، وإذا وجد رضي، وإذا بقي عنده شئ أعطاه في الله، فإن من لم يسأل المخلوق فقد أقر لله عز وجل بالعبودية وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض والله تبارك وتعالى عنه راض، وإذا أعطى لله عز وجل فهو على حد الثقة بربه عز وجل، قلت: فما تفسير اليقين؟ قال: الموقن يعمل لله كأنه يراه فإن لم يكن يرى الله فإن الله يراه وأن يعلم يقينا أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه وهذا كله أغصان التوكل ومدرجة الزهد. معاني الأخبار: 260 – 261، حديث:1.
ولازم الزهد الخوف والرجاء، فقد روى الشيخ الكليني بسنده عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: يا إسحاق! خف الله كأنك تراه وإن كنت لا تراه فإنه يراك، فإن كنت ترى أنه لا يراك فقد كفرت، وإن كنت تعلم أنه يراك ثم برزت له بالمعصية، فقد جعلته من أهون الناظرين عليك (إليك، خ.ل). الكافي 2: 68، حديث: 2.
يقال: أن الرؤية تطلق على الرؤية بالبصر وعلى الرؤية القلبية وهى كناية عن غاية الانكشاف والظهور، والمعنى الاول هنا أنسب أي خف الله خوف من يشاهده بعينه وإن كان محالا. ويحتمل الثاني أيضا، فان المخاطب لما لم يكن من أهل الرؤية القلبية ولم يرتق إلى تلك الدرجة العلية - فانها مخصوصة بالانبياء والاوصياء عليهم السلام) - قال: كأنك تراه، وهذه مرتبة عين اليقين وأعلى..يتبع
farazdaqالمدير العام
- عدد المساهمات : 1662
العمر : 41
موقك المفضل : منتديات الفرزدق
النقاط : 12950
تاريخ التسجيل : 01/11/2007
السٌّمعَة : 11 
رد: الإخلاص في العبادة1
الأحد مارس 22, 2009 4:59 pm
موضوع رائع وفقك الله
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
