منتديات الفرزدق
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الفرزدق
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه
منتديات الفرزدق
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
                 يوماً يهمس بعطر نسماته ويغفو بروح ورد ................. وبعبق مسك وكادي سلام سلـــــــيم وارق من النســــيم ................. بكل مافي في السماء من طــــــير ................. وبعدد ماجا النهار وراح الليل ................. بكل شوق الصحاري للأمطار ................. بكل ما في الأرض من أشجار ................. وعدد مانزل عليها من أمطار ................. بعدد مانبت الشجر والورد والزهــر ................. وبعدد ماطلع القــــــمر ................. وبعدد مانور الــــــــبدر ................. بعدد ما رفف الطير وغرد الكروان وغنى الحمام واليمــــــام .................  أهلا وسهلا بكم معانا وفي أنتظار نثر عبير حروفكم                                                                          

اذهب الى الأسفل
سالم1966
سالم1966
عضو جديد
عضو جديد
ذكر عدد المساهمات : 30
العمر : 46
النقاط : 5718
تاريخ التسجيل : 29/12/2008
السٌّمعَة : 1

جديد ترك الدنيا

الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 3:50 pm
ترك الدنيا


روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الناس في الدنيا ضيف وما في أيديهم عارية، وأن الضيف راحل وأن العارية مردودة، ألا وأن الدنيا عرض حاضر يأكل منه البر والفاجر، والآخرة وعد صادق يحكم فيه ملك عادل قاهر، فرحم الله من نظر لنفسه ومهد لرمسه وحبله على عاتقه ملقى قبل أن ينفذ أجله وينقطع أمله ولا ينفع الندم.

وقال الحسن عليه السلام: من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، ومن ازداد حرصا على الدنيا لم يزدد منها إلا بعدا وازداد هو من الله بغضا، والحريص الجاهد والزاهد القانع كلاهما مستوف أكله غير منقوص من رزقه شيئا، فعلام التهافت في النار والخير كله في صبر ساعة واحدة تورث راحة طويلة وسعادة كثيرة، والناس طالبان: طالب يطلب الدنيا حتى إذا أدركها هلك، وطالب يطلب الآخرة حتى إذا أدركها فهو ناج فائز، وأعلم أيها الرجل أنه لا يضرك ما فاتك من الدنيا وأصابك من شدائدها إذا ظفرت بالآخرة، وما ينفعك ما أصبت من الدنيا إذا حرمت الآخرة.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إذا أحب الله عبدا ابتلاه وإذا أحبه الحب البالغ افتناه، فقالوا وما معنى الافتناء؟ قال: لا يترك له مالا ولا ولداً، وإن الله تعالى يتعهد عبده المؤمن في نفسه وماله بالبلاء كما تتعهد الوالدة ولدها باللبن، وأنه ليحمي عبده المؤمن من الدنيا كما يحمي الطبيب المريض من الطعام.

وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: اللهم إني أسألك سلواً عن الدنيا ومقتا لها، فإن خيرها زهيد وشرها عتيد وصفوها يتكدر وجديدها يخلق (أي: يُبلى ويزول ويذهب) وما فات فيها لم يرجع وما نيل فيها فتنة إلا من أصابته منك عصمة وشملته منك رحمة فلا تجعلني ممن رضي بها واطمأن إليها ووثق بها، فإن من اطمأن إليها خانته ومن وثق بها غرته.

ولقد أحسن من وصفها بقوله:

ربّ ريح لأناس عصفت*****ثمّ ما أن لبثت أن سكتت

وكذا الدهر في أطواره*****قَدمٌ زلت وأخرى ثبتت

وكذا الأيام من عاداتها*****أنها مفسدة ما أصلحت

وقال غيره:

لا تحرصن على الدنيا ومن فيها

واحزن على صالح لم يكتسب فيها

وقال آخر:

واذكر ذنوبنا عظاما منك قد سلف

نسيت كثرتها والله محصيها

وفي قوله تعالى: { كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ*وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ*وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ*كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ*فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ} سورة الدخان: 25 ـ 29.

وقال بعضهم: مررت بخربة فأدخلت رأسي فيها وقلت شعرا:

ناد ربّ الدار ذا المال الذي*****جمع الدنيا بحرص ما فعل

فأجابه هاتف من الخربة:

كان في دار سواها داره*****عللته بالمنى حتى انتقل

وقيل في تفسير قوله تعالى: {... وَقَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمُ الْمَثُلاَتُ...} سورة الرعد: 6. أنها وقائع القرون الماضية وما حل بهم من خراب الديار وتعفية الآثار.

وروي أن الأمام الحسين عليه السلام مرّ بقصر رجل اسمه أوس

فقال: لمن هذا؟ فقالوا لأوس. فقال عليه السلام: ودّ أوس أن له في الآخرة بدله (أي: بدل هذا القصر) رغيفا.

وقال الشاعر:

جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا*****وبنوا مساكنهم فما سكنوا

وكأنهم كانوا بها ظعنا*****فما استراحوا ســاعة ظـعنوا

وقيل في الدنيا: ما امتلأت دار حبرة إلا امتلأت عبرة، وقال الشاعر:

كم ببطن الأرض ثاوٍ من وزير وأمير

وصغير الشأن عبد خامل الذكر حقير

لو تأملت قبور القوم في يوم قصير

لم تميزهم ولم تعرف غنيا من فقير

ويقال: أن سعد بن أبي وقاص لما ولي العراق دعا (أرسل خلف) حرقة ابنة النعمان، فجاءت في لمة من جواريها، فقال لهن: أيكن حرقة؟ قالوا هذه. فقالت: نعم، فما استبداؤك إياي يا سعد؟! فو الله ما طلعت الشمس وما شيء يدب تحت الخورنق إلا وهو تحت أيدينا، فغربت شمسنا وقد رحمنا جميع من كان يحسدنا، وما من بيت دخلته حبرة إلا وأعقبته عبرة، ثم أنشأت تقول:

فبينا نسوق الناس والأمر أمرنا

إذا نحن فيهم سوقة نتنصف

فأُف لدنيا لا يدوم سرورها

تقلبنا ثاراتها وتصرف

هم الناس ما ساروا يسيرون حولنا

وإن نحن أومينا إلى الناس اوقفوا

ثم قالت: الدنيا دار فناء وزوال لا تدوم على حال، تنتقل بأهلها انتقالا وتعقبهم بعد حال حالا، ولقد كنا ملوك هذا القصر يطيعنا أهله ويحبوا (يأتي) إلينا دخله، فأدبر الأمر، وصاح بنا الدهر، فصدع عصانا، وشتت شملنا، وكذا الدهر لا يدوم لأحد، ثم بكت وبكى لبكائها، وأنشد شعرا:

إن للدهر صولة فاحذريها*****لا تقولين قد أمنت الدهورا

قد يبيت الفتى معافا فيؤدي******ولقد كان آمنا مسرورا

فقال لها: اذكري حاجتك، فقالت: بنو النعمان أجرهم على عوايدهم، فقال لها: اذكري حاجتك لنفسك خاصة، فقالت: يد الأمير بالعطية أطلق من لساني بالمسألة، فأعطاهم وأعطاها وأجزل، فقالت شكرتك يد افتقرت بعد غنى ولا ملكتك يدا استغنت بعد فقر، وأصاب الله بمعروفك مواضعه، ولا جعل الله لك إلى لئيم حاجة ولا أخلا الله من كريم نعمة إلا وجعلك السبب في ردها إليه. فقال سعد: اكتبوه في ديوان الحكمة، فلما خرجت من عنده سألها نساؤها فقلن ما فعل معك الأمير؟ فقالت حاط الله ذمتي وأكرم وجهي إنما يكرم الكريم الكريما. ولقد أحسن من قال شعرا:

وما الدهر والأيام إلا كما ترى

رزية مال أو فراق حبيب

وأن امرء قد جرب الدهر لم يخف

تقلب يوميه لغير أريب

وقال آخر:

هو الموت لا ينجي من الموت والذي

أحاذر بعد الموت أدهى وأفظع

وقال آخر:

إذ الرجال كثرت أولادها*****وجعلت أوصالها تعتادها

واضطربت من كبر أعضادها****فهي زروع قد دنى حصادها

ويُذكر أن بعضهم مرّ على دار لجبار اسمه (سالم) وكان معجبا بنفسه وملكه، فقال: سمعت هاتفا ينشد ويقول:

وما سالم عما قليل بسالم****وإن كثرت أحراسه ومواكبه

ومن يك ذا باب شديد وحاجب***فعما قليل يهجر الباب حاجبه

ويصبح في لحد من الأرض ضيق***يفارقه أجناده ومواكبه

وما كان إلا الموت حتى تفرقت***إلى غيره أحراسه وكتائبه

وأصبح مسرورا به كل كاشح***وأسلمه أحبابه وحبايبه

بنفسك فاكسبها السعادة جاهدا***فكل امرء رهن بما هو كاسبه



وكان بعضهم إذا نظر في المرآة إلى جماله أنشد شعرا:

يا حسان الوجوه سوف تموتون

وتبلى الوجوه تحت التراب

يا ذوي الأوجه الحسان المصونات

وأجسامها الغضاض الرطاب

أكثروا من نعيمها وأقلوا

سوف تهدونها لعقر التراب

قد نعتك الأيام نعيا صحيحا

بفراق الأقران والأصحاب

وقال شاعر آخر:

تذكر ولا تنسى المعاد ولا تكن

كأنك في الدنيا مخلى ومخرج

فلابد من بيت انقطاع ووحشة

وأن غرك البيت الأنيق المدبج

ووجد على بعض القبور مكتوبة هذه الأبيات:

تزود من الدنيا فإنك لا تبقى

وخذ صفوها لما وصفت ودع الزلقا

ولا تأمنن الدهر أني أمنته

فلم يبق لي خلا ولم يرع لي حقا

قتلت صناديد الملوك فلم أدع

عدوا ولم أهمل على ظنه خلقا

وأخليت دار الملك من كل بارع

فشردتهم غربا ومزقتهم شرقا

فلما بلغت النجم عزا ورفعة

وصارت رقاب الخلق اجمع لي رقا

رماني الردى رميا فأخمد حمرتي

فها أنا ذا في حفرتي مفردا ملقى

فأفسدت دنياي وديني جهالة فما ذا الذي مني بمصرعه أشقى
farazdaq
farazdaq
المدير العام
المدير العام
ذكر عدد المساهمات : 1662
العمر : 41
موقك المفضل : منتديات الفرزدق
النقاط : 12949
تاريخ التسجيل : 01/11/2007
السٌّمعَة : 11
https://farazdaq.yoo7.com

جديد رد: ترك الدنيا

الثلاثاء ديسمبر 30, 2008 4:48 pm
مشاركة رائعة جد ا 
بورك قلمك
وجزاك الله خيرا واسكنك فسيح جناتة 
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى