خطاب لحبيبة القلب والفؤاد

خطاب لحبيبة القلب والفؤاد

حجبتْ محاسنُك البراقع فاسفري

ولكل قيد حطمي وتحرري

وتقدمي أن الحياة تقدم

وبنور وجهك للحضارة نوري

فلقد تطورت الشعوب وبدلت

عاداتها فتبدلي وتطوري

سيري بعصر أنت فيه مطاعة

ولأهله بسداد رأيك سَيّري

عصر به للذر أمست طاقة

منها تحور منطق للمحور

ألقت دروسا للضعيف وطالما

خضع القوي لصوته المتفجر

عصر الحضارة كم به من صورة

فيها جمال العصر للمتصور

في كل شيء في الحياة تغير

فلوضعك المضني فديتك غَيّري

جودي على صب بحبك مدنف

لو ذقت بعض عنائه لم تهجر

هذا فؤاد أسقمته نواظر

بين البراقع من ظباء نفر

وتحكمت فيه فذل لحكمها

مثل الأجير يذل للمستأجر

متحملا شتى المتاعب في الهوى

عذل العذول وكذب واش مفتري

متذللا للغيد يرجو وصلها

طول الحياة ولم يكن بمظفر

متنقلا حتى ملكت قياده

فله الشقاء أو النعيم تخيري

واستعمري قلبا فتحت حصونه

وترفقي بالخاضع المستعمر

ما بين طرفك والفؤاد رسائل

والطرف أبلغ منطقا لمفسر

ولقد فهمت رموزها وتيقنت

نفسي بأنك موردي لا مصدري

تفري قلوب العاشقين ولم تكن

إن واعدت بالهجر يوما تفتري

عبست حياتي والزمان تلون

فقضيت عيش الساخط المتذمر

ولكم رأيت من الزمان عجائبا

ذل الأبي وعزة المستهتر

فترفقي في من جفاه زمانه

وبعين لطفك للمتيم فانظري