- عباس الشويليعضو نشيط
- عدد المساهمات : 182
العمر : 52
النقاط : 5786
تاريخ التسجيل : 14/10/2008
السٌّمعَة : 0
للنفس اربع قوى
الإثنين يناير 12, 2009 2:53 pm
يقول الشيخ النراقي أعلى الله في الجنان مقامه:
للنفس قوى أربع: قوة عقلية ملكية، و قوة غضبية سبعية، و قوة شهوية بهيمية، و قوة وهمية شيطانية. و (الأولى) شانها إدراك حقائق الأمور، و التمييز بين الخيرات و الشرور، و الأمر بالأفعال الجميلة، و النهي عن الصفات الذميمة. و (الثانية) موجبة لصدور أفعال السباع من الغضب و البغضاء و التوثب على الناس بأنواع الأذى. و (الثالثة) لا يصدر عنها إلا أفعال البهائم من عبودية الفرج و البطن، و الحرص على الجماع و الأكل. و (الرابعة) شانها استنباط وجوه المكر و الحيل، و التوصل إلى الأغراض بالتلبيس و الخدع، و الفائدة في وجود القوة الشهوية بقاء البدن الذي هو آلة تحصيل كمال النفس، و في وجود الغضبية أن يكسر سورة الشهوية و الشيطانية، و يقهرهما عند انغمارهما في الخداع و الشهوات، و إصرارهما عليهما، لأنهما لتمردهما لا تطيعان العاقلة بسهولة، بخلاف الغضبية فأنهما تطيعانها و تتأدبان بتأديبها بسهولة.
فانظر يا حبيبي أين تضع نفسك، فان الغلبة لو كانت لقوتك الشهوية حتى يكون أكثر همك إلى الشهوات الحيوانية كالأكل و الشرب و الجماع و سائر النزوات البهيمية، كنت واحدا من البهائم. و أن كانت لقوتك الغضبية حتى يكون جل ميلك إلى المناصب و الرياسات الردية، و إيذاء الناس بالضرب و الشتم، و باقي الحركات السبعية، نزلت منزلة السباع، و أن كانت لقوتك الشيطانية حتى يكون غالب سعيك في استنباط وجوه المكر و الحيل للوصول إلى مقتضيات قوتي الشهوة و الغضب بأنواع الخداع و التلبيسات الوهمية دخلت في حزب الأبالسة. و أن كانت لقوتك المعارف الإلهية و اقتفاء الفضائل الحلقية عرجت إلى أفق الملائكة القادسة، فمن كان عاقلا غير عدو لنفسه وجب عليه أن يصرف جل همه في تحصيل السعادة العلمية و العملية، و إزالة النقائص الكامنة في نفسه، و ليقتصر على الأمور الشهوانية، و اللذات الجسمانية بقدر الضرورة، بان يكتفي من الغذاء بما يحفظ اعتدال مزاجه و قوام حياته و لا يكون قصده منه الالتذاذ، بل سد الضرورة و دفع الألم، و لا يضيع وقته في تحصيل أزيد من ذلك، فان تجاوز عنه فبقدر ما يحفظ رتبته، و لا يوجب مهانته و ذلته، و من اللباس بقدر ما يستر العورة، و يدفع الحر و البرد، فان تجاوز عن ذلك فبقدر ما لا يؤدي إلى حقرته، و لا يوجب السقوط بين اقرأنه و أهل طبقته، و من الجماع بقدر ما يحفظ نوعه «و يبقى نسله، و أن تعدى فبقدر ما لا يخرجه عن السنة، و ليحذر عن الانهماك في مقتضيات قوتي الشهوة و الغضب، لأنه يوجب الشقاوة الدائمة و الهلاكة السرمدية. فالله الله في نفوسكم معاشر الإخوان أدركوها قبل أن تغرقوا في بحار المهالك، و تنبهوا عن نوم الغفلة قبل أن تنسد عليكم السبل و المهالك و بادروا إلى تحصيل السعادات قبل أن تستحكم فيكم الملكات المهلكة، و العادات المفسدة، فان إزالة الرذائل بعد استحكامها في غاية الصعوبة و المجاهدة مع أحزاب الشياطين بعد الكبر قلما يفيد الأثر، و الغلبة على النفس الأمارة بعد ضعف الهرم في غاية الإشكال، إلا انه في أي حال لا ينبغي أن تيأسوا من روح الله، فاجتهدوا بقدر القوة و الاستطاعة، فانه خير من التمادي في الباطل، فلعل الله يدرككم بعظيم رحمته.
للنفس قوى أربع: قوة عقلية ملكية، و قوة غضبية سبعية، و قوة شهوية بهيمية، و قوة وهمية شيطانية. و (الأولى) شانها إدراك حقائق الأمور، و التمييز بين الخيرات و الشرور، و الأمر بالأفعال الجميلة، و النهي عن الصفات الذميمة. و (الثانية) موجبة لصدور أفعال السباع من الغضب و البغضاء و التوثب على الناس بأنواع الأذى. و (الثالثة) لا يصدر عنها إلا أفعال البهائم من عبودية الفرج و البطن، و الحرص على الجماع و الأكل. و (الرابعة) شانها استنباط وجوه المكر و الحيل، و التوصل إلى الأغراض بالتلبيس و الخدع، و الفائدة في وجود القوة الشهوية بقاء البدن الذي هو آلة تحصيل كمال النفس، و في وجود الغضبية أن يكسر سورة الشهوية و الشيطانية، و يقهرهما عند انغمارهما في الخداع و الشهوات، و إصرارهما عليهما، لأنهما لتمردهما لا تطيعان العاقلة بسهولة، بخلاف الغضبية فأنهما تطيعانها و تتأدبان بتأديبها بسهولة.
فانظر يا حبيبي أين تضع نفسك، فان الغلبة لو كانت لقوتك الشهوية حتى يكون أكثر همك إلى الشهوات الحيوانية كالأكل و الشرب و الجماع و سائر النزوات البهيمية، كنت واحدا من البهائم. و أن كانت لقوتك الغضبية حتى يكون جل ميلك إلى المناصب و الرياسات الردية، و إيذاء الناس بالضرب و الشتم، و باقي الحركات السبعية، نزلت منزلة السباع، و أن كانت لقوتك الشيطانية حتى يكون غالب سعيك في استنباط وجوه المكر و الحيل للوصول إلى مقتضيات قوتي الشهوة و الغضب بأنواع الخداع و التلبيسات الوهمية دخلت في حزب الأبالسة. و أن كانت لقوتك المعارف الإلهية و اقتفاء الفضائل الحلقية عرجت إلى أفق الملائكة القادسة، فمن كان عاقلا غير عدو لنفسه وجب عليه أن يصرف جل همه في تحصيل السعادة العلمية و العملية، و إزالة النقائص الكامنة في نفسه، و ليقتصر على الأمور الشهوانية، و اللذات الجسمانية بقدر الضرورة، بان يكتفي من الغذاء بما يحفظ اعتدال مزاجه و قوام حياته و لا يكون قصده منه الالتذاذ، بل سد الضرورة و دفع الألم، و لا يضيع وقته في تحصيل أزيد من ذلك، فان تجاوز عنه فبقدر ما يحفظ رتبته، و لا يوجب مهانته و ذلته، و من اللباس بقدر ما يستر العورة، و يدفع الحر و البرد، فان تجاوز عن ذلك فبقدر ما لا يؤدي إلى حقرته، و لا يوجب السقوط بين اقرأنه و أهل طبقته، و من الجماع بقدر ما يحفظ نوعه «و يبقى نسله، و أن تعدى فبقدر ما لا يخرجه عن السنة، و ليحذر عن الانهماك في مقتضيات قوتي الشهوة و الغضب، لأنه يوجب الشقاوة الدائمة و الهلاكة السرمدية. فالله الله في نفوسكم معاشر الإخوان أدركوها قبل أن تغرقوا في بحار المهالك، و تنبهوا عن نوم الغفلة قبل أن تنسد عليكم السبل و المهالك و بادروا إلى تحصيل السعادات قبل أن تستحكم فيكم الملكات المهلكة، و العادات المفسدة، فان إزالة الرذائل بعد استحكامها في غاية الصعوبة و المجاهدة مع أحزاب الشياطين بعد الكبر قلما يفيد الأثر، و الغلبة على النفس الأمارة بعد ضعف الهرم في غاية الإشكال، إلا انه في أي حال لا ينبغي أن تيأسوا من روح الله، فاجتهدوا بقدر القوة و الاستطاعة، فانه خير من التمادي في الباطل، فلعل الله يدرككم بعظيم رحمته.
- صادق التميميمشرف المنتديات العامة
- عدد المساهمات : 181
العمر : 35
النقاط : 5904
تاريخ التسجيل : 28/02/2009
السٌّمعَة : 0
رد: للنفس اربع قوى
الجمعة مارس 06, 2009 3:09 am
موضوع جميل جدا يا مبدع
- زهرةالمنارعضو نشيط
- عدد المساهمات : 149
العمر : 38
النقاط : 5824
تاريخ التسجيل : 18/03/2009
السٌّمعَة : 14
رد: للنفس اربع قوى
الخميس مايو 28, 2009 5:25 pm
جزاك الله كل خير علي الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى