تمزق الرباط الأمامي يصيب النساء أكثر من الرجال

تمزق الرباط الأمامي يصيب النساء أكثر من الرجال 

تشير الدراسات إلى أن إصابة الفتيات بقطع الرباط الصليبي الأمامي، تفوق عشرة أضعاف إصابة الفتيان لدى ممارسة نفس النوع من الرياضة، خاصة أنواع اللعب الجماعي، فالأخبار لا تنقطع عن إصابة اللاعبة أو اللاعب الفلاني بقطع الرباط أثناء المباريات أو التدريب ضمن مجموعة من إصابات الركبة المتنوعة. 
تمزق أو قطع الرباط الأمامي، مرتبط حصوله بطبيعة استخدام المفصل من قبل اللاعب، الأمر الذي يبدو بوضوح وبشكل مكثف لدى هواة أو محترفي العاب الرياضة الجماعية عموماً، وبعض الألعاب الفردية. 
أسباب الإصابة < ولا تزال أسباب كثرة إصابة النساء غير معروفة حتى اليوم، التي تهم معرفتها للوقاية والعلاج، لكن العديد من النظريات المطروحة تحاول تعليل ذلك، منها: 
اختلاف الهورمونات: الأربطة كباقي أعضاء الجسم في كلا الجنسين، تتأثر بوظيفة الهورمونات، لذا فمن الملاحظ أن الإصابات تزداد نسبتها في أيام ما قبل نزول البويضة، أي في منتصف أيام الدورة الشهرية، وأن النساء اللائي يتناولن حبوب منع الحمل أقل إصابة. بنية الرباط الأمامي: النساء لديهن أربطة أصغر حجماً ومجال وجودها داخل أجزاء المفصل أضيق، بما لا يعطي الرباط مجالاً واسعاً لتحمل أثر الحركة العنيفة أو المفاجئة. 
قامة النساء أثناء اللعب: يلعب الرجال بطريقة تكون فيها قامة الجسم منحية نسبياً، أما النساء ففي الغالب تكون القامة مرفوعة، لذا يلاحظ أن النساء اللائي يلعبن ويتمرن بطريقة تشبه الرجال، أقل عرضة للإصابة. 
وفي بحث نشر قبل وقت غير بعيد في مجلة «جراحة العظام والمفاصل» التابعة للأكاديمية الأميركية لجراحي العظام، يقول الدكتور تيموثي هيويت، من كلية الطب في جامعة سنسناتي الأميركية: إن النمو في طول الجسم والعظم بلا زيادة في القوة، هو ما يحصل غالباً في النساء، بعكس الرجال، وهذا الأمر يؤدي إلى تدني القدرة على التحكم في حركات المفاصل، مما يعرض النساء إلى الإصابة بشكل أكبر. وبتحليل الكومبيوتر الدقيق لعنصري حركة القفز الصعود والهبوط لدى النساء والرجال الرياضيين ودراسة نقاط القوة والارتكاز وتأثيرها على نقاط مختلفة من مفصل الركبة، تبين وجود اختلاف واضح يعرض النساء إلى سهولة الإصابة بعد سن السادسة عشرة، أما قبل هذه السن، فليس من الغريب أن يتساوى الأولاد والبنات في عرضة الإصابة. وركزت نتائج الدراسة على دور التمارين الرياضية السليمة في تقوية المفصل وتعلم الطريقة السليمة في استخدامه مما يقلل الإصابة كثيراً. 
والوقاية تعتمد أمرين مهمين: 
الأول: تقوية العضلات التي تحمي مفصل الركبة وهما عضلتان، عضلات الفخذ الأمامية، أو ما تسمى بعضلة الفخذ ذات الأربعة رؤوس. وعضلة الفخذ الخلفية. 
الثاني: تعلم التقنيات السليمة في الهبوط اثناء القفز وفي الدوران حول محور الجسم أثناء الارتكاز على مفصل الركبة، وهما أمران يشرح كيفيتهما الشكل المرفق للفتاة التي تتمرن. 
إصابة أربطة المفصل < تعمل أربعة أربطة على ثبات مفصل الركبة لدى الإنسان، وهي الرباط الصليبي الأمامي والخلفي والرباطان الجانبيان. أحد أهمها الرباط الصليبي الأمامي، الذي يسمح بحركة الساق الأمامية إلى الحد الذي يتساوى فيه الساق مع الفخذ فيكونان على امتداد واحد كما يحصل أثناء الوقوف، إضافة إلى ذلك فهو يضمن ثبات وسهولة حركة دوران المفصل أثناء ثني الركبة. 
تحصل إصابة الرباط بعيداً عن الاحتكاك بأي لاعب آخر، فلا يلام اللاعب الخصم في غالب الأحوال على التسبب في إصابة أحد اللاعبين به، إذ ان أكثر الإصابات تحصل نتيجة عدم اتقان اللاعب نفسه لاستخدام ركبته أو اتباع التقنيات السليمة لحركة الركبة أثناء اللعب، لذا فإن إحدى الدراسات في الولايات المتحدة بينت أن لاعبات السلة انخفضت لديهن إصابة الرباط الأمامي بشكل حاد، تساوين فيه مع الرجال بمجرد تعلمهن مهارات استخدام الركب بشكل سليم أثناء اللعب. 
ينتج تمزق الرباط أو قطعه مثلاً أثناء اعتراض الخصم ومراوغته أو أثناء الهبوط من القفز بشكل قائم وليس بانحناء، كذلك أثناء دوران الجسم حول محوره من دون ثني الركبة عند محاولة قذف الكرة بالقدم مثلاً، لذا نلاحظ في صور مشاهير اللاعبين كبيليه ومارادونا وروبيرتو كارلوس أنهم يثنون ركبهم أثناء ركل الكرة، والوقاية هنا أمر منوط باللاعب، كذلك المدرب، الذي يجب عليه قبل تعليم اللاعبين المهارات في اللعب تعليمهم مهارات الوقاية من الإصابات قبل إلقاء اللوم على اللاعب الخصم. حين حصول إصابة في الرباط الأمامي ينزلق المفصل مع كل حركة غير منضبطة ما يؤدي إلى أمرين: الأول تهتك وتلف غضاريف المفصل الملتصقة بعظمتي الفخذ والساق، كذلك الغضاريف الهلالية التي توجد داخل المفصل سابحة. الثاني التهاب روماتزمي في المفصل نتيجة احتكاك طرف عظم الفخذ مع الطرف المقابل من عظم الساق، فاحتمال حصول روماتزم الركبة يتضاعف مائة مرة في حال حصول قطع الرباط الأمامي وإمعان المصاب في سوء استخدام المفصل من بعده. 
الإنسان العادي يستطيع التحكم في مقدار حركة ركبته من دون حصول انزلاق في المفصل ويستطيع أن يمارس أنشطة حياته برغم الإصابة، بيد أن الحال يختلف لدى الرياضيين فهم أكثر من يحتاج إلى ثبات مفصل الركبة للقيام بالحركات التي لا مفر من أدائها أثناء التمارين والمباريات. 
ويجب توقع احتمال إصابة الأربطة لدى الشكوى من أي آلام في الركبة نتيجة أي إصابة أثناء بذل المجهود البدني وللطبيب طرق في فحص المفصل تعزز توقعاته وهي تغني في كثير من الأحوال عن صورة الأشعة المغناطيسية التي ليست ضرورية في غالب الأحوال، كما يظن الكثير من الناس ما دام فحص الطبيب بين وجود قطع الرباط، والأشعة بالنسبة للطبيب الجيد حينها تعينه فقط على معرفة وجود كسور في العظام مصاحبة للقطع في الرباط.